أهمية ودور العقوبات في العلاقات الدبلوماسية

Date

تحتل العقوبات الاقتصادية مكانة مهمةفي مجال العلاقات الدبلوماسية الدولية. اعتبر العالم المتحضري هذه الآليات بديلا لتجنب الحرب والتصعيد العسكري. هناك رأي بأن تاريخ وجود العقوبات يعود إلى العصور الكلاسيكية القديمة، على الرغم من أن عبء العمل الأكبر من الناحية الوظيفية يعود إلى القرن العشرين. لقد وضعت المنظمة السابقة للأمم المتحدة أيعصبة الأمم مجموعة من العقوبات في مختلف الاتجاهات، لهدف الحفاظ على السلام العالمي. اعتقد الحكام أن العقوبات ستضمن إزالة تهديد الحرب وأن الضغط الاقتصادي سوف يتحول إلى تنازلات سياسية.

ما هي العقوبات الاقتصادية؟ ومن لديه القدرة على استخدامها؟ وما مدى فاعلية تأثيرها على الدول المستهدفة؟

هناك نوعان فرعيان من الأنشطة الاقتصادية:

دولي شامل؛

دولي مستهدف (ذكي)؛

الفرق بينهما حاد وراديكالي. في الحالة الأولى، الخسائر الاقتصادية والأزمة تخص المجتمع الذي يعيش في الدولة التي فرضت عليها العقوبات حد سواء وتكون ملموسة لدى جميع الشرائح الاجتماعية.

أما التأثير السلبي الناجم عن فرض النوع الثاني من العقوبات، يعاني منه أعضاء دائرة سياسية معينة أو حكومة أو شركات مرتبطة بالحكومة. يفرض هذا النوع من العقوبات تجميد الأصول وقيودا/حظرا على السفر والسلع الكمالية.

إحصائيا، في معظم الحالات، تستخدم “العقوبات الذكية” للتأثير على الدولة المستهدفة، حيث يتم تحديد كل من الفاعل والمفعول بدقة. أثناء العقوبات الاقتصادية، أمر شائع اتخاذ تدابير مثل الحظر الجزئي على التجارة في منتجات معينة أو الحظر الكلي.

يعد الحظر أحد أكثر الإجراءات القسرية صرامة للعقوبات الاقتصادية، والتي بموجبها يتم حظر التجارة في منتجات معينة وفي كثير من الحالات يستهدف المنتاجات ذات أهمية استراتيجية، مما يتسبب في أضرار جسيمة للبلد المستهدف. يعمل هذا النوع من الضغط على تحقيق الغرض الذي بموجبه صدرت العقوبات، وقد يكون السبب هو الموقف غير المقبول لدولة ما تجاه قضية معينة، والصراع والعلاقات المتوترة مع أي دولة، إلخ.

يتم استخدام العقوبات بنشاط كأداة لتنظيم العلاقات الخارجية واستقرارها في العالم الحديث منذ زمن طويل.

تتمتع بسلطة فرضتها المنظمات الدولية، مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وكذلك الدول الفردية.

تكون جدوى وفعالية التدابير القسرية في بعض الحالات أكثر فعالية مع بعض الدول وفي بعض الأحيان أقل فعالية. يعتمد ذلك على حجم العقوبات وكبرها، وعدد الدول والمنظمات المشاركة. من الشروط المسبقة لتحقيق الهدف المرغوب فيه هو فرض العقوبات من دول عديدة في آن واحد، مما يزيد من قوة التأثير على المستهدف.

أختم النقاش حول أهمية العقوبات بكلمات السفير البريطاني السابق لدى الأمم المتحدة جيريمي جرينستوك: “العقوبات هي الحل الذهبي بين الإعلانات الفارغة وإعلان الحرب”.

مصدر: https://www.cfr.org/backgrounder/what-are-economic-sanctions#chapter-title-0-9